كيف تعمل اجهزة تعقيم ادوات الاسنان وشرح كل ما يخص التعقيم في طب الأسنان
يعتبر كلّ من التعقيم والتطهير عمليّتين أساسيّتين في الحياة اليومية بشكل عام وفي جميع الممارسات الطّبية في المشافي والعيادات السنيّة بشكلّ خاص، حيث تعدّ اجهزة تعقيم ادوات الاسنان الطبية من الأدوات الضرورية للعناية بالمرضى، ومع ذلك فقد تؤدي هذه الأدوات إلى انتقال العدوى بالممرضات المجهرية بسبب إعادة استخدامها، وذلك إذا لم تتم خطوات التنظيف والتطهير والتعقيم على أكمل وجه.
تعقيم ادوات الاسنان :
- التعقيم Sterilization بالتعريف: هو أرقى مراحل التنظيف، وهي عملية تهدف لإزالة وقتل كل أشكال الأحياء الدقيقة بما فيها الجراثيم والفيروسات والفطور وأيضاً الأبواغ الجرثومية الداخلية،
- التطهير Disinfection: هو عملية تهدف إلى قتل العضويات الدقيقة ولكنه لا يشمل الأبواغ الجرثومية، ولذلك يعدّ التطهير عملية أقلّ فاعلية من التعقيم من حيث القدرة على قتل العضويات الدقيقة.
كيف يمكننا أن نحكم بشكل روتيني أن جميع العضويات الدقيقة تمّ قتلها؟
تعدّ الأبواغ الجرثومية أكثر أشكال العضويات الدقيقة مقاومة للحرارة والتعقيم فتعدّ معياراً لقياس مدى فاعلية التعقيم، فإذا كانت العمليّة قادرة على قتل جميع الأبواغ عندها يكون التعقيم فعّالاً
إقراء ايضأً: القائمة الأساسية لاسماء ادوات طبيب الاسنان مع الصور
– تصنيف سبولدينغ للأدوات:
تشمل إعادة معالجة الأدوات السنية ثلاثة مستويات: التنظيف، التطهير، والتعقيم.
لا يتم الوصول إلى هذه المستويات الثلاثة في كافة المعدات والأدوات، بل يتم اختيار المستوى المطلوب حسب درجة خطورة الأداة، وهو ما يعرف باسم تصنيف سبولدينغ، الذي وضعه الدكتور إيرل سبولدينغ حيث قام بتقسيم احتمالات انتقال العدوى من المعدات السنية إلى ثلاث فئات ويساعد تقسيم الأدوات إلى أحد الفئات التالية على اختيار المستوى الأمثل اللازم للتطهير أو التعقيم من أجل حماية المرضى والعاملين في المجال السني، وهذه الفئات هي:
-1- أدوات منخفضة أو عديمة الخطورة:
يكفي أن يتم تنظيف وتجفيف الأدوات التي تلمس الجلد السليم ولا تمس بشكل مباشر سوائل الجسم (لا تستخدم داخل الفم بشكل مباشر) مثل: العبوات الدوائية، أدوات التبطين، السباتيول ولوح المزج، … أو البيئة المحيطة مثل: كرسي الأسنان، الأرضيات، الأثاث، لكن قد يتطلب الأمر التطهير إذا استخدمت لمرضى ضعيفي المناعة أو تلوثت بالدم أو سوائل الجسم.
-2- أدوات متوسطة الخطورة:
الأدوات التي تحتك بالنسج الفموية الرخوة والصلبة ولكنها لا تخترقها، وينبغي أن يتم تنظيفها ثم تطهيرها بمطهر ذي مستوى عالٍ وتكون المدة حسب تعليمات الشركة المصنعة، تتضمن هذه الأدوات: المرآة الفموية ، مدكات الحشوات وأدوات النحت، الأدوات البلاستيكية والطوابع.
-3- أدوات مرتفعة الخطورة:
هي الأدوات التي تخترق النسج الفموية الرخوة والصلبة وتكون بتماس مباشر مع الدم وسوائل الجسم، وتعتبر مرتفعة الخطورة لارتفاع احتمالات انتقال العدوى بها إذا كانت ملوثة بأي ممرضات مجهرية قبل اختراقها النسيج، لذلك يجب أن يتم تنظيفها أولاً ثم تعقيمها حيث لا يكفي التطهير عال المستوى، ومنها المشرط، الكلابات السنية، الأزاميل العظمية، قواطع الرباط، القبضة، السنابل، المسابر، المجارف حول السنية، السابر اللثوي.
ويوجد أيضاً أدوات أحادية الاستخدام، حيث تخضع لمستوى معين من التطهير أو التعقيم أثناء تصنيعها ويتم استخدامها لمرة واحدة ثم التخلص منها ومن هذه الأدوات: القفازات، الإبر والمحاقن، ماصات اللعاب، الكمامات، شائنات المريض.
اقراء ايضاً: كيفية تجنب تسوس الاسنان وطريقة علاج التسوس طبياً
طرق التعقيم المعتمدة في طب الأسنان :
الطرق الرئيسية الثلاثة للتعقيم المعروفة عالمياً والمعتمدة من قبل جمعية طب الأسنان الأمريكية ADA:
– التعقيم بالحرارة
هي الأكثر شيوعاً في العيادات إلى يومنا هذا وتتضمن التعقيم بالحرارة الجافة ولها نوعان تعقيم بحرارة جافة ساكنة وحرارة جافة محرضة.
-1- التعقيم بالحرارة الجافة الساكنة (التقليدي) Static :
95% من العيادات أو 90% على الأقل يستخدمون هذه المعقمة.
تعمل عن طريق المسخنات (الوشائع) المتواجدة أسفل المعقمات التي تسبّب صعود الهواء الساخن ضمن حجرة التعقيم فتنتقل الطاقة الحرارية عبر الهواء الساكن إلى الأدوات ويتطلّب هذا النوع من التعقيم درجات حرارة عاليّة بدرجة حرارة بين 160 إلى 190 درجة تبعاً لنوع المعقمة.
من مميزاتها أنّها فعّالة وآمنة اتجاه الأدوات المعدنية، ولا تسبب كلل أو صدأ للأدوات، تتطلب القليل من الصيانة والتكلفة المادية. أمّا عن مساوئها فهي كونها غير مناسبة للأدوات البلاستيكية والورقية أو السوائل،
درجات الحرارة المعقمة بالحرارة الجافة الساكنة
درجة الحرارة (c/f) | الوقت (دقيقة) |
---|---|
180/356 | 45 |
170/340 | 60 |
160/320 | 120 |
150/302 | 150 |
140/284 | 180 |
ولا يمكن تعقيم القبضات فيها، وقد تؤدي إلى تغير لون الأدوات عند رفع درجات الحرارة أكثر من المطلوب، كما أن دورة عمل طويلة واختراقها ضعيف، كذلك يجب تجفيف الأدوات بشكل جيد قبل تعقيمها حتى لا تصداء.
يجب عدم فتح باب المعقمة قبل انتهاء دورة التعقيم وإذا تم فتحه خلالها فيجب إعادة الدورة من الصفر كاملة
-2- التعقيم بالحرارة الجافة المحرّضة Forced air:
يتم في هذا النوع من التعقيم دوران الهواء الساخن ضمن الحجرة بسرعة كبيرة مما يسمح بنقل أسرع للطاقة الحرارية إلى الأدوات وهذا يقلل الزمن اللازم للتعقيم
تمتلك العديد من المزايا حيث أنها لا تحتاج إلى الكثير من الصيانة وتكون دورة التعقيم فيها قصيرة وتعدّ آمنة للأدوات المعدنية
لكنها تخرّب البلاستيك والمواد الراتنجية وتحرق الورق والأدوات المعقمة فيها تحتاج إلى تبريد مخصص.
– التعقيم بالبخار (بالحرارة الرطبة):
أكثرها شيوعاً التعقيم بالمؤصدة (الأوتوكلاف) Steam Autoclave Sterilization: يكون العامل المعقم هو بخار الماء المشبع تحت ضغطٍ عالٍ، يتمّ الحصول عليه بتسخين الماء تحت ظروفٍ مضبوطة في إناء مغلق، وذلك لرفع درجة غليان الماء إلى أعلى من 100، حيث يحمل البخار المشبع نفس حرارة الماء الذي يغلي ولها نوعان: نوع مجهز بدورة تفريغ مسبق، وآخر غير مجهّز بدورة تفريغ، وأي من هذين النوعين يمكن أن يكون مزوّد أو غير مزوّد بدورة تجفيف.
من مزاياها أن دورة التعقيم تكون قصيرة، واختراقها جيد للأدوات، وتكلفتها منخفضة نوعاً ما.
ومن المساوئ المأخوذة عليها أن الأدوات الحادّة المعقمة فيها تغدو رؤوسها كليلة (مجارف العاج، أدوات تقليح اللثة، ..)، كما تسبب صدأ وتآكل للأدوات المعدنية.
متطلبات الحرارة والضغط عند التعقيم بالأوتوكلاف
درجة الحرارة (c/f) | الضغط (psi) | الوقت (دقيقة) |
---|---|---|
121/250 | 15 | 15 |
126/259 | 20 | 10 |
134/273 | 30 | 3 |
– التعقيم بالبخار الكيميائي Chemical Vapor Sterilization:
يُسمّى بالموصدة الكيميائية (الكيموكلاف)، هو تعقيم بأبخرة مواد كيميائية غير مشبعة تتمّ بتسخين محاليل كيميائية تكون بالدرجة الأولى الكحول مع فورم ألدهيد 0.23%، في حجرة مغلقة تحت ضغط مطبّق.
تتميز بقصر دورة التعقيم، والصدأ المُتسبَّب بها أقل من الصدأ المُتسبَّب بالأوتوكلاف كذلك الحواف الحادة للأدوات لا تتضرّر كثيراً.
لكنّها تقوم بتخريب المواد البلاستيكية، وتحرّر الأبخرة الكيميائية في جو العيادة ويجب عدم تعقيم أعداد كبيرة من الأدوات في الدورة الواحدة حتى نسمح بوصول البخار إلى جميع أجزاء الأداة.
– التعقيم بالسوائل الكيميائية:
وهي طريقة شائعة لكنّها تستهلك الكثير من الوقت، تستخدم للأدوات التي تتخرّب بالتعقيم بالحرارة (كالسنابل)، حيث يتم غمر الأدوات بسوائل كيميائية مطهرة ممدّدة لفترات معينة، لكنّها يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بالأدوات في أغلب الأحيان.
– التعقيم بالغاز (غاز أوكسيد الإيتلين):
هي طريقة يمكن تطبيقها على جميع الأدوات تقريبا بما فيها الأدوات البلاستيكية والمطاطية بدرجة حرارة الغرفة، ولكنها غير شائعة الاستخدام في طب الأسنان ، لأن أجهزتها كبيرة الحجم ومكلفة وتحتاج إلى تهوية خاصة كما أن دورة تعقيمها طويلة جداً، ولهذا الغاز سمّية لا يمكن تجاهلها في حال لم يستعمل بحذر.
مراحل تعقيم ادوات الاسنان :
تتضمن حلقة تعقيم ادوات الاسنان بإعادة معالجة الأدوات بحيث تصبح معقمة وجاهزة للمرضى التاليين بعد استخدامها لأحد المرضى وتكون هذه المراحل متتابعة فلا يمكن تجاوز أو تبديل المراحل.
– النقل:
فور الانتهاء من معالجة المريض يتم نقل الأدوات بحذر إلى المكان المخصص لمعالجتها مع استخدام وسائل الحماية الشخصية.
– النقع:
إذا لم نتمكن من تنظيف الأدوات مباشرة بعد الاستخدام يجب وضعها في محلول نقع، والهدف من ذلك منع جفاف والتصاق اللعاب والدم فيسهل ذلك من تنظيفها، ولا يجب نقعها لفترة طويلة لأن ذلك قد يسرع تآكل بعض الأدوات.
محلول النقع يمكن أن يكون: منظف (كالماء والصابون)، أو ماء مع محلول مطهر (ممدد).
– التنظيف:
هي مرحلة أساسية قبل التعقيم أو التطهير والهدف منها تقليل البقايا المجرثمه (لعاب، دم، عضويات دقيقة) والتي يمكن أن تعزل بعض العضويات الدقيقة من التعرض للتعقيم. وهناك ايضاً أنواع لأنظمة تنظيف الأدوات السنية هي:
-1- أجهزة التنظيف بالأمواج فوق الصوتية:
تقوم الأمواج فوق الصوتية بإنتاج بلايين الفقاعات الصغيرة في محلول التنظيف التي تولّد توتر سطحي على سطح الأداة، وهذا التوتر السطحي يزيح الفضلات، لكن ليست جميع الأدوات قابلة للتنظيف بالأمواج فوق الصوتية ومثال على ذلك القبضات.
جهاز تنظيف بالأمواج فوق الصوتية
-2- المنظفات الآلية (الجلايات أو الغسالات):
تستخدم في المشافي، بعض المراكز السنية الكبيرة، وفي المدارس السنية، والهدف منها التقليل من التعامل المباشر مع الأدوات، حيث تقوم بالغسل والتنظيف بالماء آلياً، وبجي استخدام المنظف الموصلى به من قبل الشركة المصنّعة.
-3- التنظيف اليدوي للأدوات:
يعدّ عملاً خطراً لأنه يتطلب قدراً كبيراً من التماس مع الأدوات الملوثة مما يزيد إمكانية التعرّض للخدش أو الجرح حتى عبر القفازات، وللتقليل من حصول ذلك إلى الحد الأدنى يمكن استخدام فرشاة ذات ذراع طويلة لإبقاء اليد بعيدة قدر الإمكان عن نهايات الأدوات الحادة، وهي من الطرق الفعّالة والسهلة لإزالة التلوث.
– التغليف:
يشمل التغليف تنظيم الأدوات النظيفة ضمن مجموعات مخصصة ومن ثمّ لف هذه الأدوات أو وضعها في أكياس حرارية أو في صوانٍ أو علب، والهدف من ذلك هو المحافظة على عقامة الأدوات أثناء التخزين لأن الأدوات غير المغلفة سوف تتعرض للبيئة المحيطة مباشرة ومن الممكن أن تتلوث بالغبار أو الرذاذ. ويوجد العديد من المواد المستخدمة في التغليف ومنها:
- ورق التغليف: يمكن وضع مجموعات الأدوات في صينية صغيرة قابلة للتعقيم، ومن ثمّ يتمّ لف كامل الصينية بورق التغليف، ثم نقوم بختم حواف ورق التغليف بشريط لاصق يتحمّل الحرارة.
- الأكياس الورقية البلاستيكية: مصممة بحيث تكون ذات جانب بلاستيكي شفاف وجانب من ورق تعقيم سميك بعضها يحوي مؤشراً كيميائياً مطبوعاً على طرفها، وهي سهلة الفتح بعد التعقيم.
- أكياس النايلون البلاستيكية: يمكن قطع أطوال مختلفة منها تُملأ بالأدوات ومن ثم تختم حرارياً بواسطة شريط لاصق.
- علب التعقيم: وهي علب مغلقة ذات غطاء علوي وسفلي صلب، تكون مناسبة للتعقيم بالحرارة الجافة، ويوجد منها أنواع مقسمة لأماكن مخصصة لكل نوع من الأدوات، وتكون متوفرة من فولاذ غير قابل للصدأ، أو ألمنيوم، أو مواد بلاستيكية وراتنجية.
إقراء أيضاً: ما هو علاج جذور الاسنان او نزع عصب السن انواعه وخطوات علاجه
– التعقيم:
يتمّ اختيار طريقة التعقيم المناسبة لكل أداة وفق ما تمّ شرحه في بداية المقال.
– التخزين:
يجب أن يكون التخزين في منطقة نظيفة مهوّاة وغير رطبة مخصّصة لهذا الغرض ولا تتقاطع مع مناطق ما قبل التعقيم، كما يجب محاولة التقليل قدر الإمكان من التعامل مع علب الأدوات المعقمة.
ليس هناك وقت محدد لعمر التخزين لأن ذلك يتعلق بمقدار الحذر عند التعامل مع الأدوات وتخزينها.
– عملية تنظيف العيادة
تتم عملية تنظيف و تعقيم ادوات الاسنان مباشرة بعد الانتهاء من علاج أي مريض، وذلك عن طريق نزع الأدوات المستعملة والأغطية البلاستيكية ورشّ الأدوات والأسطح والمعدّات بمادة مطهّرة ومرطبة لمدة دقيقتين ثمّ مسحها بورق نظيف حتى تجفّ، ويجب تغطية جميع الأسطح القابلة للمس بالأغلفة البلاستيكية اللاصقة مثل لوحة التحكّم، مقابض الإضاءة، مسندة اليد والرأس الخاصة بكرسي الأسنان، جهاز مزج الملغم، ورأس جهاز التصليب الضوئي، ويجب تغييرها لكل مرض.
******************************